مأساة حب
فعلا إنه لمؤلم، وواقع أنه أحيانا محزن، وغالبا ما يكون متعب، ودائما في قلوب العاشقين ملهما، إنه الحب... ولكنه فعلا مضحك جدا جدا، فالكل يحب ولكن لا يعرفون معنى الحب... الكل يغني على ليلى ولكن من يغني على أوتار الحب العاقل، الكل يهذي بكلمات العشق و الغرام ولكن من يتكلم بقلبه و يحب بعقله.... كثر ما نسمع أنا أحبك وقل ما نسمع أنا أحبك لأنك جعلتني أحبك، فالحب من طرفين جنة وجحيمه حب من طرف واحد. كثر ما نسمع أنا أحبك لأنك تريحني وقل ما نسمع أنا أحب راحتي لأنك مصدرها. فعلا نحن إذا لا نحب ولكننا نجبر أنفسنا على أن نحب، نعشق المغامرة بقلوبنا منذ صغر عهودنا، وفي النهاية نجني جمار المغامرة وليس الثمار. نعم الجمار، ألم نسأل أنفسنا لماذا دائما ما يقع الحب الأول فريسة أوهام الصبا؟ ألم نحاول معرفة لماذا غالبا ما يفشل؟ أتعلمون لماذا؟ لأن كلا من الطرفين يكون في البداية معجبا بفكرة أن يحب، دون النظر لمن يحب.. كمن يقول بيدي لا بيد عمرو. ولكن في النهاية تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وفي الغالب تأتي المشكلة بعد مرور حوالي سنة ونصف السنة من الحب الملون والمزخرف بأكاليل الزهور، ولكنها في الحقيقة أكاليل من السم والشوك، وتكون بداية عسرة لكل من يحب. فرفقا بالقوارير دعونا نحب ولكن فلنحب ولكن بعقولنا لا بعواطفنا لا بقلوبنا فلو اتبعنا القلب لضاعت أحلامنا هباء خلف كل نزوة نأتيها ونفقدها. وحاول يا من تحب ويا من تحبي أن تزن عقلك وعاطفتك فتكون مثل الميزان بمكيالين متساويين في الوزن. واعلم أن من يحب يضحي ويضحي لمحبوبه ويخاطر من أجله، واعلم أيضا أنه لا يمكن شراء الحب من قلب لا يعرفه ولا يعطيه وحده. حتى لا تكون مأساة أخرى من مآسي الحب الأول.