..
"كنّا صغاراً أبرياءْ ..ولا نُبدي التذمرَ عندما نجوعُ
بل نقولْ:
إنّا إليه راجعونْ
والموسم التالي ..
خيراً عساهُ أن يكونْ"
قال أبي .. وقد كنّا حول مائدة الطعامْ
ثم بعدَ منتصفِ الزمانِ ..
والمذياعُ بكل أناقةٍ و حنانْ ..
يقول:
"كان غير شكل الزَّيتونْ
كان غير شكل الصابونْ
حتى إنتا يا حبيبي ..
مش كاين هيك تكونْ"
* * *
من حجارةٍ وطينْ ..
وكان ينمو فوق أسطحِ البيوتِ الياسمينْ
فهي من حجارة وطينْ
والياسمينُ يعرف أنها لجذورهِ ..
وزهورهِ .. الوطنَ الحنونْ
وكان الغيم يأتي كالجبالْ
ما كان يبخل أن يسحّ ما يسحّ من دموعه الثقالْ
"كان الناس يفرحون"
قال أبي بحرارةٍ وصبرْ ..
"ما كان هذا الحالْ"
حتى الأرضَ كانت .. سبعَ سُنبلاتٍ خُضرْ ..
"ما كان هذا الحالْ"
والناس بكلّ أمنٍ رغمَ فَقرْ ..
يأكلون ويعصرونْ
* * *
"كنّا صغارا مثلكم .. تطوف في أذهاننا أحلامْ
لكننا على الحصيرْ ..
يأكل من أجسادنا الكثيرْ .. ننامْ
وعلى الكثيرِ من ترانيمِ الشقاءِ ..نُغمِضُ الجفونْ"
ثم يقطعُ الحديثَ من جديدْ ..
صوتُ مذياعِ الحديدْ ..
" حتى إنتا يا حبيبي ..
مش كاين هيك تكونْ"