الفرح والترح مناسبات اجتماعيه يجتمع فيها الناس من الاقارب والاصدقاء, متضامنين ومشاركين .
في مثل هذه المناسبات, تدور الاحاديث الجانبية و المشتركة, وخصوصا بين النساء لانهن يجلسن اطول مدة من الرجال وخصوصا في العزاء؟
قّدر الله ان اكون انا وصديقاتي في عزاء احدى الزميلات بسبب موت والدها رحمه الله.
لفت انتباهي ان هناك مجموعة من السيدات اللواتي يتحدثن بجواري ..وهناك سيدة تدير الحديث ويبدو انها سيده كبيره بالعمر وأثرتها الخبره..حديثها هادىء ولكنه يشدك بدون شك…حيث انها تتحدث عن أمور واقعية وتحيط بنا..كالسفر والحياة الصعبة التي تعيشها الناس هذه الايام.
أثار فضولي جملة قالتها : من ذقنه سقيله…؟
فلم اتحمل ان ابقى صامتة …فأخفظت رأسي بأتجاه السيدة وقلت لها:
ماذا تعني هذه العبارة يا سيدتي؟
نظرت اليّ مستغربة , وكيف اقحمت نفسي فيما لا يعنيني..
ولكن تغيرت نظرتها عندما شعرت من ملامح وجهي انني جادة واستفساري لا يدل على استهزاء..
عدلّت من جلستها وشرحت لي المثل بطريقة جميلة وذكية …كم انت رائعة سيدتي ومثقفة بالفطرة.
قلتها بنفسي.
نعم أنها انسانة تقودها فطرتها النقية التي فطرت عليها الى فهم ما يدور حولها في هذه الحياة التي تجرّعت حلوها ومرها بلا ارادة منها .
سافرت بفكري بعيدا…ولكن ليس لخارج حدود حياتنا التي نعيشها الان. انه الحاضر القريب …
الحاضر الذي يضم مواطنٌ…يعيش على ثرى هذا الوطن.
حيث الموظف الذي يستلم راتبه اخر الشهر وقد جف حلقه وجيبه حتى وصل الى هنا, حيث يستلم الراتب وهو يزغرد طربا حتى يصل البيت….فيلطمه الواقع لطمة قوية تجعله يستيقظ من حلم جميل على واقعٌ مروع,, يجلس الى زوجته واولاده …يجمع ويطرح عساه يخرج بمجموع يسد رمقه لاخر الشهر.
هذه هي فواتير متنوعة وباشكال مختلفة ومتعددة تنتظره…كهرباء تلسعه…وفاتورة ماء تغرقه…وهاتف ينكبه…ويجعله خارج التغطية.
لا تفكر بالتأجيل لانك سَتحُرم من الخدمات المحسوبة عليك ..وستدفع الغرامات..
لا تنسى يا موظف دولتنا الضرائب المترتبة على الهواتف الخلوية …والدراسات الجامعية..ستدفعها بلا رحمة او انسانية…
لا تجعلك فجيعتك بفقدان تعبك لمدة شهر كامل تفكر بشيء سوى كيف ستؤمن لاولادك لقمة العيش…وكيف ستدفع اجرة البيت…ومن اين ستحصل على الدواء.. وتسمع صوت يقول لك: نحن اعطيناك راتبك وانت حر به؟؟؟؟؟؟؟؟؟ آآآخ… والمطلوب منا في النهاية ان نكون مواطنين صالحين متصالحين مع انفسنا…والا…؟
ولكن ما أحزنني انني سمعت صوت الراتب الشهري يئن كأنين الموظف..
أنصحوني يا اصحابي ماذا استطيع ان اقدم لكم؟
إستلمتموني معافى…فلماذا انا الان مبتلى؟
سؤال يطرح باجواء حكومتنا الى يوم الدين…؟؟؟؟))