مبادرات "ملائكية" بالجملة ظهرت مؤخرا بين مصر والجزائر.. ترفع جميعها "الورد" كي نستقبل به الأشقاء الجزائريين في القاهرة..
الصحف تتبارى، الفضائيات تتسابق.. الجميع يريد أن يرفع باقات الورد..
ترحيب إعلامي من الطرفين بسياسة الورود.. الرياضيون يتسابقون على الانضمام للمبادرات.. عدد من الفنانين المصريين يشاركون..
لكن مع احترامي لكل هذه الورود.. أقول عفوا لكل من أطلق مبادرة.. مبادراتكم لن تجدي.. الورد الذي ظهر في مصر فجأة من بين أكوام القمامة لن ينفع ولن يجدي..
عودوا معي إلى عام 1989.. وتحديدا قبل موعد مباراة مصر والجزائر في 17 نوفمبر من ذلك العام.. الخبر الذي يتصدر الصحف المصرية في ذلك الوقت مع وصول بعثة المنتخب الجزائري يوم 16 نوفمبر هو: "الجمهور المصري استقبل الجزائر بالورود".
لكن بماذا نفعت هذه الورود؟!
هذا هو ما حدث بعد مباراة 89 ونقلته جريدة الأخبار في الأيام التالية للمباراة.
كلماتي ليست للكراهية أو العنف، ليست للتعصب، كل ما أود أن أذكر به أن الأمر أكبر من مجرد مباراة.. الأمر أكبر من ورود تتفتح أو تذبل..
لي صداقات بشباب جزائري.. هم يحبون مصر والمصريين.. يشجعون دون تعصب.. تصرفاتهم الودية تعكس العلاقة القوية التي تربط البلدين الشقيقين.
إلى أصحاب المبادرات.. سؤالي لكم.. لماذا تجاهلتم أسباب التعصب؟.. ما تفسيركم للخروج عن الأخلاق وللعداء الذي يأخذ مكانه في قلوب الجميع في أي جو منافسي عربي؟..
من المسؤل عن التصريحات النارية، والمشاحنات الإعلامية، من ينقل لنا الكراهية والسب والاستهزاء والانفعالات غير المنضبطة؟.
يا أصحاب المبادرات.. عفوا.. مبادراتكم أشبه بالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال
لكن رغم ما حدث نبقى اخوة ياجزائر