(( .. لا تعطني سمكة ... ولكن علمني كيف أصطاد السمك ... )) ...
هذا بالضبط هو واقع التعليم لدينا بمستوييه العالي والعام ... حيث سياسة إطعام السمك لطلابنا الجياع لا تسمن ولا تغني من جوع ... ولا توصل في نهاية الأمر إلا نحو مزيد من التخمة المميتة والبدانة المورثة للتبلد ...
مشوار طويل يقضيه الطالب على مقاعد الدراسة ... وسنين تحسب من عمر هذا النشء لم توليها سياسة التعليم لدينا أي اعتبار .. فمسلسل إطعام السمك عزيزي الطالب سيبدأ معك فور خروجك من بيت العائلة سالكاً طريقاً تلتمس فيه علماً ...
نعم ... فبمجرد وصولك إلى مقاعد المرحلة الإبتدائية .. فأحضاننا مستعدة لتلقفك ولإطعامك المزيد من السمك المشبع دون فائدة ... حيث ستمضي معنا في رحلة مميزة جداً تحكمها سياسة التقويم اللتي سوف تراعي مشاعرك المرهفة أيها الطفل الصغير وتدفع عنك رهبة الإختبارات ... كيف لا .. وأنتم أيها الأطفال ... أبناؤنا فلذات أكبادنا تمشي على الأرض ...
سنتجاوز كل تدهوركم الدراسي ... ونستمر في إطعامكم السمك حتى تتخرجوا من الإبتدائية ومعاناتكم لا تعد ولا تحصى ... فلا قراءتكم مثل أجدادكم الأولين فطاحلة اللغة ... ولا لغة العصر الحديث في مستوى مأمول ... وجدول الضرب إن حفظتموه عن ظهر قلب فخير وبركة ... المهم لدينا هو أن تطعموا السمك وتجتازوا المراحل ..
مرحلة المتوسطة ... مرحلة سريعة لا مكان لها من الإعراب في سياستنا التعليمية .. سوى أنها فرصة لمزيد من التردي وتناول السمك المجاني ... فنفسية الطالب هي الأهم ... ومساحة أكبر لتعلق المراهق بالمخاطر المحيطة هي المطلب الأول ... !!
الثانوية ...المحك الحقيقي ,,, مزيد من التوثب والتطلع نحو تناول المزيد من السمك ... ولكن هذه المرة بطريقة البوفيه المفتوح حيث الحشو المبالغ فيه في الصف الأول الثانوي ... وبكل بساطة .. وبشكل أو بآخر سينتقل طالبنا الحبيب نحو الصف الثاني الثانوي ... وفي الغالب سيتجه نحو القسم العلمي فنحن في عصر العلم والتقدم اللذي لم نر منه إلا السمك اللذي يطعمنا إياه علماء الغرب ...
يتخرج طالبنا الحبيب بشكل أو بآخر ... الشكل الاول يكون عن طريق سياسة الكر والفر مع المناهج اللتي أكل عليها الدهر وشرب واللتي تعتمد في أسلوبها على سياسة التعجيز فقط لاغير ... وبالطبع المدرسون الخصوصيون هم أيضاً بانتظار أن يطعموا السمك عبر الأهالي الراغبين في مستقبل زاهر لأبنائهم ...
والطريق الآخر والأجمل والمفروش بالورود .. هو طريق المدارس الأهلية في ظل سياسة الإرتجال المتبعة واللتي تفتقد المتابعة الجيدة والعدالة الكاملة ... في ظل غياب ما يسمى باختبار الوزارة اللذي يمكن من خلاله التفريق بين المتردية والنطيحة وما أكل السبع ... ولكن النظرة دائماً تتجه نحو اطعام ابنائنا السمك دون إتعابهم ...
للمزيد من المتابعة زوروا جروبنا على الفيس بوك على الرابط التالى
https://www.facebook.com/topic.php?topic=424&post=3032&uid=141586632547939#!/topic.php?uid=141586632547939&topic=426